هل أثار فضولك يومًا الرقصة المعقدة بين الأصول الثابتة والمتداولة على خشبة مسرح المالية؟ في عالم الأعمال، يعد فهم الفرق بين هذين النوعين من الأصول أمرًا أساسيًا للمحافظة على الاستقرار والنمو المستدام. الأصول الثابتة هي الأعمدة التي يقوم عليها بناء الشركة، في حين تُعتبر الأصول المتداولة الدم الذي يتدفق في أوردة النشاط اليومي للأعمال.
فهم كيفية الموازنة بينهما هو مفتاح إدارة الشركة بنجاح. دعونا نغوص في هذا البحر العميق من المعرفة، ونكتشف كيف يمكننا الاستفادة من تلك الأصول لتحقيق أقصى استفادة منها.
نظرة عامة على عالم الأصول الثابتة والمتداولة
في عالم الأصول، حيث تتقاطع الأعداد والتكتيكات لتشكيل الهيكل الأساسي الذي تنشأ عليه أي عملية تجارية. تعد الأصول، سواء كانت متداولة أو ثابتة، هي قلب أي شركة، تعبر عن القوة النابضة التي تدفع الشركة نحو التوسع والنجاح. يتم تصنيف الأصول حسب الفترة التي تمتد خلالها قيمتها.
الأصول المتداولة، والتي تمثل قيمة قصيرة الأجل، يُتوقع بيعها واستهلاكها بسرعة لزيادة سيولة الشركة. الأصول الثابتة، من ناحية أخرى، تتضمن القيم طويلة الأجل التي تزيد عمرها الإنتاجي عن سنة مالية وتُستخدم لتحقيق الربح المرجو.
تأتي الأصول المتداولة في أشكال مختلفة بما في ذلك النقود النقدية، الأوراق المالية، المخزون، والحسابات المدينة، في حين أن الأصول الثابتة قد تتضمن العقارات، الاستثمارات طويلة الأجل، والمعدات والأجهزة والعلامات التجارية. يتم تقييم الأصول المتداولة غالبًا بسعر السوق الحالي، بينما الأصول الثابتة تُقيم عادةً بتكلفتها بعد استبعاد قيمة الإهلاك.
تُعتبر الأرباح المحققة من بيع الأصول التي يتم الاحتفاظ بها لأكثر من 365 يومًا ضمن الأصول الثابتة وتخضع لضريبة الربح على رأس المال. انضموا إلينا في هذه الرحلة المثيرة للتعرف أكثر على الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة وكيف يمكننا استغلال هذه الفهم لتحقيق أقصى الفوائد.
شرح مفصّل لـ الأصول الثابتة والمتداولة
الأصول المتداولة تشكل العمود الفقري للعمليات اليومية للشركة وتغطي النفقات الحالية. تُعتبر “متداولة” بفضل قدرتها على التحول إلى سيولة نقدية خلال السنة المالية، وعادة ما تُدرج بقيمتها السوقية الحالية في الميزانية العمومية.
هذه الأصول المتداولة قد تشتمل على:
- النقد وما يعادله.
- الحسابات المستحقة الدفع.
- التكاليف المدفوعة مقدماً.
- المخزون.
- الأوراق المالية المتداولة.
فيما يتعلق بالأصول الثابتة، فهي تشير إلى استثمارات الشركة على المدى الطويل التي لا يتوقع تحقيق الاستفادة المستهدفة منها خلال السنة الأولى. هذه الأصول الثابتة ليست قابلة للتحويل إلى نقد بسهولة، وتتضمن الأراضي والمعدات والأجهزة الثقيلة وغيرها من الموارد التي تحتاجها الشركة للتشغيل على المدى الطويل.
هذه الأصول الثابتة يمكن أن تشمل:
- الأراضي.
- الأملاك والمعدات.
- العلامات التجارية.
- الاستثمارات طويلة الأجل، مثل حسن السمعة التي تكتسبها الشركة عند شرائها لشركة أخرى.
يمكن تقسيم الأصول الثابتة إلى أصول مادية وغير مادية. الممتلكات والأجهزة والمعدات تُعد أصولًا مادية، بينما تعتبر الأصول غير المادية مثل براءات الاختراع وحقوق التأليف والنشر أصولًا غير مادية، حيث تُضيف قيمة إلى العمل التجاري ولكنها لا يمكن تحويلها إلى نقد بسهولة خلال السنة الأولى.
مثال على الأصول المتداولة والأصول الثابتة
دعونا نتعمق في فهم الأصول المتداولة والأصول الثابتة من خلال دراسة تقرير مالي وهمي لشركة طيران الإمارات للعام 2021، المستمد من ملفها السنوي 10-K.
تتصدر الأصول المتداولة قسم الأصول في الميزانية العمومية، وهي تشمل بنود مثل الحسابات المدينة الخاصة بشركة الطيران، النقد وما يعادله، النفقات المدفوعة مقدماً والمخزون. وكما يظهر في التقرير، بلغت الأصول المتداولة للشركة ما مجموعه 29.6 مليار دولار بنهاية العام 2021.
بعد الأصول المتداولة، نجد قسم الأصول الثابتة، والتي تشمل أصول الشركة طويلة الأجل، مثل حظائر الطائرات والمستودعات المملوكة لها، والتي تم تصنيفها كأملاك وأجهزة ومعدات. وفي نهاية العام 2021، بلغت الأصول الثابتة إجمالاً 139.85 مليار دولار.
وبالتالي، بلغ إجمالي الأصول المركبة لشركة طيران الإمارات 169.45 مليار دولار (القيمة الإجمالية) بحلول نهاية العام المالي 2021.
تعرف على أبرز الفروق بين الأصول الثابتة والمتداولة
تتميز الأصول الثابتة والمتداولة بالعديد من الفروق التي تتمحور حول استخدامها وطرق تقييمها وتصنيفها. هناك جدول ملخص يستعرض بشكل موجز تلك الفروق: الأصول المتداولة مقابل الأصول الثابتة
- الأصول المتداولة هي تلك التي يمكن تحويلها إلى نقد خلال عام، وتستخدم عادة لسداد التزامات الشركة الحالية. بعض الأمثلة على هذه الأصول تشمل الأسهم، الاستثمارات قصيرة الأجل، الحسابات المدينة، والنقد وما يعادله. هذه الأصول عادة ما يتم تقييمها وفقًا لأسعار السوق، وقد يخضع المخزون في بعض الأحيان لإعادة تقييم، رغم أن الأصول المتداولة عادة ما لا تخضع لذلك.
- من ناحية أخرى، الأصول الثابتة هي تلك التي لا يمكن تحويلها إلى نقد خلال عام، وتستخدم عادة لتلبية احتياجات الشركة طويلة الأجل. بعض الأمثلة على هذه الأصول تشمل الاستثمارات طويلة الأجل، الممتلكات، الأجهزة، المعدات، الشهرة، الاستهلاك، الإهلاك، وأصول الضريبة المؤجلة طويلة الأجل. هذه الأصول عادة ما يتم تقييمها وفقًا لتكلفتها بعد طرح الإهلاك، وتخضع الممتلكات والأجهزة والمعدات لإعادة تقييم عندما تنخفض القيمة السوقية للأصل الملموس عن قيمته الدفترية.
التمييز بين الأصول الثابتة والمتداولة يمكن تلخيصه كالآتي:
الأصول المتداولة تتميز بقابليتها للتحول إلى نقدية وبخططها للبيع خلال الفترة المقبلة من 12 شهرًا. بمعنى أن هذه الأصول يمكن التعامل معها وبيعها بسهولة.
بالمقابل، الأصول الثابتة هي أولئك الأصول التي لا تتوقع بيعها في الأجل القريب، وتستمر لفترة تتجاوز 12 شهرًا. هذه الأصول غالبًا ما تكون صعبة التحويل إلى نقدية. يمكن شراء وتمويل الأصول المتداولة بسهولة بينما الاستثمار في الأصول الثابتة يعتبر أكثر تحديًا، لأنه يتطلب توفر موارد مالية للأجل الطويل.
كيف يمكنني موازنة رصيدي من الأصول الثابتة والمتداولة؟
قد يظهر لك السؤال، هل يوجد توازن معين يجب أن أحققه بين الأصول الثابتة والمتداولة؟ هل من السلبيات أن أمتلك الكثير من الأصول الثابتة والقليل جدًا من المتداولة، أو بالعكس؟ الرد على هذا الاستفسار يحمل بعض التعقيد، و يختلف من قطاع لآخر، لكن سأحاول تبسيط الأمر قدر الإمكان.
الجواب الأول والمختصر هو: لا. توجد العديد من العناصر التي ستؤثر على مدى قدرتك على التأثير في التوزيع بين الأصول الثابتة والمتداولة.
على سبيل المثال، شركات البرمجيات والخدمات قد لا تمتلك العديد من الأصول الثابتة، لكنها قد تمتلك نسبة أكبر من الأصول المتداولة في شكل نقد زائد. فالعمليات فورية، وكل المنتجات تباع عبر الإنترنت، وهذا يعني أن الأصول الثابتة الوحيدة التي قد يمتلكها هذا النوع من الشركات ستكون الأجهزة والمعدات المكتبية.
مع ذلك، يمكن أن يكون امتلاك كمية كبيرة من الأصول الثابتة والقليل من الأصول المتداولة خطرًا معينًا. والمخاطر تكمن في صعوبة تحويل الأصول الثابتة إلى نقدية في فترة زمنية قصيرة. إذا لم يكن لديك النقد أو ما يعادله بما يكفي لتغطية الفواتير القادمة (مثل رواتب الموظفين!) فقد تواجه مشكلة. لن يكون من المفيد امتلاك مبنى بقيمة مليون ريال إذا كنت لا تستطيع استخدامه لتغطية الفواتير المستحقة! المستثمرون أيضًا يرون هذه الحالة على أنها مشكلة محتملة.
أهم الأسئلة متداولة
ما الفرق بين الأصول المتداولة والأصول الثابتة؟
الأصول المتداولة هي تلك الأصول ذات الأجل القصير التي تستخدم عادة خلال مدة لا تتجاوز العام، وتعتبر الوقود الذي يبقي عجلة الأعمال في الشركة دائرة. أما الأصول الثابتة فهي الأصول المادية طويلة الأجل، مثل العقارات، المرافق والمعدات. هذه الأصول الثابتة تتمتع بحياة إنتاجية تتجاوز العام.
من امثلة الاصول؟
الأصول الثابتة قد تتضمن المباني، أجهزة الكمبيوتر، البرامج، الأثاث، الأراضي، الآلات والمركبات. على سبيل المثال، إذا كانت الشركة تبيع منتج، فإن شاحنات التوصيل التي تمتلكها وتستخدمها تعتبر أصولًا ثابتة. يجدر بالذكر أن الأصل الثابت لا يتعين أن يكون “ثابتًا” بمعنى الكلمة الحرفي.
كيف يتم تحديد الأصول الثابتة؟
الأصول الثابتة تعود إلى الأصول الملموسة طويلة الأجل.
هذه الخصائص الأساسية للأصول الثابتة:
- تتمتع بعمر مفيد يتجاوز العام.
- يمكن استهلاكها.
- تستخدم في الأعمال التجارية وتوفر فوائد مالية طويلة الأجل.
- غير سائلة بشكل كبير.
في شركة رقيم نحن متخصصون في تقييم الأصول الثابتة والمتداولة، مما يتضمن الآلات والمعدات المستخدمة في العمليات التجارية. نحن ندرك أن هذه الأصول تعتبر حجر الزاوية في عملك، ومن هنا يأتي التزامنا بتقديم تقييم دقيق وشامل يساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية وتمويلية مستنيرة. نحن نفهم تمامًا أن الفرق بين الأصول الثابتة والمتداولة ليس فقط في العمر الافتراضي لها، بل أيضًا في كيفية استخدامها في العمليات التجارية.